08 - 05 - 2025

وجهة نظري| حقوق الإنسان بالمدارس

وجهة نظري| حقوق الإنسان بالمدارس

حقوق الإنسان فى مصر مصانة ومحفوظة وحال المصريين أفضل كثيرا من بلدان الغرب المصدرة لتلك الحقوق! آه والله ..مشكلتنا فقط أن هذه الدول تتربص بنا وتكيل بمكيالين وتتصيد لنا الأخطاء!

هكذا ترى النائبة سولاف درويش عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، صحيح أنها اعترفت فى حديثها الذى أجرته مع جريدة المصرى اليوم أننا فى بداية الطريق، لكنها أكدت أننا نسير على الطريق الصحيح!

بالطبع لانملك سوى أن نثمن كلام النائبة ونشيد به ونعظمه عن إقتناع تام بواقعية وصدق كل حرف رددته! حتى لانتهم بالإساءة للنواب أو التهكم على المجلس أو السخرية والتقليل من شأنه لاسمح الله! فكل كلام النواب على الرأس، وكل قناعتهم وآراؤهم ومقترحاتهم لا تصب سوى فى مصلحتنا! فإذا مارأت إحدى نائباته عضوة لجنة حقوق الإنسان أننا فى افضل حال، فليس علينا سوى التسليم!

وننسى ما نعانى منه فى الواقع من ضيق حال وضنك وغلاء للمعيشة وبطالة وسوء حال التعليم والصحة، وهى أبسط الحقوق الآدمية، إضافة وهذا هو الأخطر مايعانى منه كل صاحب رأى معارض من تشويه واتهام بالعمالة والخيانة والإنتماء لجماعة محظورة وغيرها من سيل الإتهامات المكررة المعتادة والمشهرة دائما كسلاح دفاعى يبرر كبت الحرية وإغلاق المواقع الالكترونية وحبس الصحفيين والمصورين.

النائبة وغيرها بالطبع من أعضاء المجلس الموقر لايهمهم كثيرا ولاحتى قليلا أن يستمعوا لتلك الاصوات التى لاترى الواقع بمثل ما تراه أعينهم الوردية، ومن المؤكد أنهم يصمون أصحابها بعدم الإنتماء والوطنية! ويصرون على إيهامنا بأننا على الطريق الصحيح وإستكمالا للمسيرة المبهرة تبشرنا النائبة بموافقة وزير التعليم على إقتراح اللجنة بتدريس مادة حقوق الإنسان فى المدارس .. (قال يعنى الطلبة ناقصين تكديس وتلقين ومواد صماء!)

بالله عليكم كيف تقنعون طلبة العشوائيات والقرى الفقيرة بمادة حقوق الإنسان، بينما واقعهم يتناقض مع كل ماتحاولون حشو أدمغتهم به!

معظم قرانا تعانى من نقص مياه الشرب وتعانى من مشاكل فى الصرف الصحى، وعدم توفر وسائل النقل، وسوء حال الطرق، ونقص فى عدد المدارس، وسوء حال المستشفيات، وغياب مراكز الشباب! كيف يمكن أن نقنع طالبا بحقوق الإنسان نظريا ومن خلال كلمات وعبارات وكتب نحشو بها الكتب، بينما الواقع الذى يعيشه يتناقض مع تلك الكلمات المعسولة التى نحاول أن نحشو بها عقله!

كيف نقنعه بأن أبسط حقوقه أن يتعلم بينما يفرض عليه الواقع أن يسير مئات الكيلومترات حتى يصل لأقرب مدرسة! كيف نقنعه بحقه فى الحياة بينما يعيش وأسرته تحت خط الفقر، كيف نقنعه بحقه فى العلاج بينما عذاب الفقراء أمثاله إذا ماداهم أحدهم المرض بين آلام الجسد، وضيق ذات اليد وعجزها على تحمل تكاليف العلاج.

 كيف نقنعه بحقه فى العمل بينما يرى شباب قريته يفرون من البطالة فى قوارب الموت المتهالكة، كيف نقنعه بحقه فى الحرية بينما لايصل لاذنه سوى صوت واحد لأبواق النظام، بينما تحجب كل الآراء المعارضة. كيف نقنعه بحقه في ابسط الحقوق.

لو نجحت النائبة وزملاؤها فى الضغط على الحكومة لتوفير هذه الحقوق وقتها فقط سنسلم بأننا على الطريق الصحيح لحقوق الإنسان وأننا أفضل حالا من غيرنا.   

مقالات اخرى للكاتب

قانون الإيجار القديم .. لغم لا يحمد عقباه